بمناسبة يوم الأرض، كتبت سيلينا دونالد، مدير الاستدامة، مدونة نشرتها منصة "إيسلا" عن فرص الاستدامة التي تساعد في مواجهة تغير المناخ من دون تكلفة إضافية.
التحذير الأخير من التغير المناخي
تضم الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ نخبة من أبرز علماء وخبراء المناخ في العالم. وفي عام 2023، أصدرت الهيئة تقريراً عن بيانات التغير المناخي التي تم جمعها على مدار خمس سنوات، والتي قدمت نتائج مقلقة عن حالة كوكب الأرض.
أدت الظواهر المناخية المدمرة وغير المتوقعة على مدار الأعوام الخمسة الماضية إلى خسائر تجاوزت قيمتها 750 مليار دولار، حيث دمرت المنازل وتسببت في تشريد العديد من الأشخاص وحرمت الملايين من مصادر رزقهم. وتؤكد التوقعات أن هذه التأثيرات ستتواصل، وستطال الجميع من الأفراد والشركات والاقتصاد وبقية القطاعات دون استثناء.
لكن المشهد ليس سوداوياً بالكامل
فقد كشفت دراسة أن الشركات التي تحدد أهدافاً واضحة وتتبنى قيماً راسخة تحقق أداء أفضل من بقية الشركات في السوق بنسبة تتراوح بين 5% و7% سنوياً. وسلط تقرير الهيئة الحكومية الدولية لتغير المناخ الضوء على الفرص المتاحة لمواجهة التغير المناخي والحد من آثاره، بما يضمن استمرارية الحياة على كوكب الأرض.
لكن ذلك يتطلب تحركاً سريعاً وجماعياً على مستوى قطاع الفعاليات بالتعاون مع القطاعات الأخرى، فالوصول إلى صافي صفر انبعاثات بحلول عام 2050 لم يعد إجراء كافياً. وبات الجميع في هذا القطاع يدرك أنه لا يمكن لجهة تحقيق صافي صفر انبعاثات بمفردها، فإما أن ننجح جميعاً أو لا ينجح أحد. لذلك، يجب تسريع وتيرة التعاون وتبادل الخبرات واعتماد أفضل الممارسات، من خلال منصات تجمع الجهات الفاعلة مثل منصة "إيسلا".
يسهم هذا النهج في ازدهار الأعمال
تتطلب مواجهة التغير المناخي عملية تحول كبرى على مستوى العالم، فالمخاطر كبيرة على مختلف جوانب الحياة، وإذا لم تتمكن الشركات من مواكبة التغيرات القادمة، ستواجه خطر الخروج من السوق.
يُعد الاعتماد على الوقود الأحفوري من أهم العوامل المساهمة في التغير المناخي. لذلك، نركز على الممارسات التي تحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري مثل إعادة تدوير البلاستيك أو إزالته من عملياتنا. ويجب علينا جميعاً اتباع استراتيجيات مدروسة تسهم في الحد من خطر التغير المناخي.
ويساعد فريق الاستدامة في تريفاندي العملاء من خلال تزويدهم بالمعلومات اللازمة لتبنّي استراتيجيات الاستدامة، بدءاً من تقديم طلب الاستضافة وصولاً إلى استطلاعات فرق المشتريات. من الواضح أن هذا سيصبح شرطاً أساسياً للتعامل مع العلامات التجارية الكبرى. فالشركات باتت تحت رقابة الإعلام والمستهلكين لإثبات جهودها في مواجهة التغير المناخي، وأتوقع أن يصبح تقديم بيانات البصمة الكربونية وتقارير أثر الفعاليات على البيئة جزءاً من المتطلبات الأساسية خلال الأعوام القادمة.
ما زالت الفرصة متاحة لاتخاذ الإجراءات اللازمة والالتزام بهذه المتطلبات من خلال وضع استراتيجية فعّالة وتنمية مهارات فريق العمل ودمج هذه الجهود ضمن عمليات المشروع وسلسلة التوريد. فإذا كنتم بحاجة للمساعدة لتلبية هذه المتطلبات، يمكنكم التواصل معنا. هدفنا مساعدة القطاع على الحد من آثاره البيئية وتحقيق تغيير جذري ومستدام.
البدء بالإجراءات العملية
إذا كنتم بحاجة للمساعدة، فلدينا بعض الإرشادات التي قد تساعدكم:
أولاً، البيانات هي الوسيلة الأقوى لإثبات التقدم والالتزام بالمسؤولية. ويجب على الشركات قياس انبعاثاتها من النطاقات 1 و2 و3 والعمل على خفضها.
ثانياً، يجب دمج نهج الاستدامة والتركيز على العمل المناخي في جميع مستويات العمل. إذا لم يصبح هذا التوجه جزءاً من ثقافة المؤسسة وممارساتها اليومية، ستخرج من المنافسة في وقت قريب.
ثالثاً، وضوح الهدف والقيم هو المعيار الذي يوجه العمل. عندما تحدد المؤسسة بوضوح ما تسعى لتحقيقه والقيم التي تلتزم بها، تصبح ممارساتها أكثر كفاءة. وقد قررنا في تريفاندي مراجعة هذه النقطة الأساسية، فأعدنا النظر في أهدافنا وقيمنا وحددنا المبادئ التي توجه عملنا، ما انعكس على الأدوات التي طورناها والأثر الذي نسعى إلى تحقيقه. كانت هذه الخطوة نقطة تحول جوهرية.
رابعاً، لا تقتصر آثار التغير المناخي على البيئة فقط، بل تشمل الاقتصاد والمجتمع أيضاً. وقد أوضح معهد الموارد العالمية في تعليقه على تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن "التغير المناخي سيفاقم مشاكل عدم المساواة إذا لم نضع الجوانب الاجتماعية في اعتبارنا". لذلك، قمنا في تريفاندي بتعزيز جهودنا لدعم الشركات في دمج الاعتبارات الأساسية مثل سهولة الوصول والأثر المجتمعي والتنوع، في خطط الفعاليات وتنفيذها. فمواجهة أزمة المناخ تتطلب حلولاً شاملة تراعي هذه الجوانب.
أخيراً، يجب الجمع بين التفكير الاستراتيجي والتنفيذ العملي من خلال تحديد أهداف واضحة وقابلة للقياس باستخدام أدوات مثل TRACE لمتابعة التقدم، سواء على مستوى المؤسسة أو العملاء. والأهم هو اتباع هذه الاستراتيجية في العمل اليومي وجعلها جزءاً من الممارسة الفعلية.
تابع التقدم الذي تحققه، وواصل العمل على تحسين الأداء بشكل مستمر.
القرار لكم
باعتبارنا قطاعاً يجمع بين الإبداع والتخطيط الاستراتيجي والتواصل مع الجمهور، نمتلك الفرصة لدعم جهود الحد من التغير المناخي. نحن نصمم تجارب ملهمة تصل إلى الجمهور في جميع أنحاء العالم، ونتعاون مع العلامات التجارية الكبرى ونمتلك القدرة على التأثر على نطاق واسع. والسؤال المطروح: كيف نستثمر هذا التأثير في تعزيز العمل المشترك؟
في هذا السياق، لا يُعتبر النهج الاستراتيجي استثماراً في مستقبل شركتك فحسب، بل استثمار في مستقبلنا جميعاً.
يمكن الاطلاع على المزيد من المعلومات هنا
تلتزم تريفاندي بتوفير تجارب مبتكرة وشاملة تتيح للضيوف الوصول بسهولة إلى الخدمات. تواصلوا معنا لمناقشة كيف يمكننا دعم رؤيتكم من خلال خدماتنا الاستشارية في مجالات الاستدامة والممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة.